شركات التوظيف تشجع على توظيف المهندسين الشغوفين بالاستدامة البيئية
بقلم يارا مطر، ممثل قسم الموارد البشرية في شركة ’دي سي برو للهندسة‘، الرائدة عالمياً في مجال طاقة المناطق والمعروفة إقليمياً في مجال التصاميم المستدامة للبنية الميكانيكية والهندسية والمجاري في المباني الخضراء.
بالتزامن مع تنامي إدراك العالم لتأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري والمخاطر المترتبة عليها، ثمة حاجة ملحة لتبني ممارسات صديقة للبيئة والتسابق ضد الزمن لإنقاذ كوكب الأرض. وكان الكثير من قادة العالم قد وقّعوا اتفاقيات ترمي إلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي، في حين تواصل القطاعات والأفراد والشركات الاضطلاع بالأدوار المناطة بها ضمن إطار السعي لتحقيق مستقبل مستدام.
وفي هذا السياق، تبرز الهندسة كإحدى القطاعات الرائدة في مجال الاستدامة. ومع التحول الكبير الذي طرأ على آليات عمل السوق، تتنامى المطالبات الموجهة إلى المهندسين حالياً لتصميم وإدارة المشاريع وأنظمة التشغيل على نحو يحد من استهلاك الطاقة دون التفريط بالجودة العالية.
وساهمت أنماط الحياة العصرية وارتفاع درجات الحرارة حول العالم في نشوء مجموعة من الفرص الجديدة، سواء بالنسبة للمهندسين المتمرسين من ذوي الخبرة العالية، أو خريجي الفروع الهندسية ممن يسعون لإطلاق مسيرتهم المهنية الناجحة. من ناحية ثانية، يتعين على المؤسسات والشركات التكيف مع هذا المشهد المتغير فيما يتعلق بمنهجياتها المتبعة في توظيف المهندسين.
وانسجاماً مع التحول الحاصل في متطلبات السوق وتوجهاتها، تسعى الشركات لتبني منهج غير تقليدي فيما يتعلق بتحديد مهارات شخصية محددة لدى المرشحين لنيل الوظائف والبحث عنها، وذلك بما يتكامل مع باقي المؤهلات والخبرات التي تطلبها تلك الشركات عادة.
وللفوز في سباق التوظيف ضمن أجواء المنافسة الشديدة التي يتسم بها المناخ الاقتصادي الراهن، بات من الضروري بالنسبة لهؤلاء المرشحين مواكبة متطلبات العصر والتمتع باطلاع واسع على أحدث التقنيات والتوجهات، فضلاً عن السعي الحثيث نحو الابتكار. كما يتعين عليهم التحلي بالدافع والرغبة القوية لتعزيز مستويات معارفهم واستخدام مهاراتهم بما يفضي لاستنباط أساليب أكثر كفاءة وإنتاجية في العمل.
ونظراً لارتفاع مستويات الطلب حالياً على مشاريع يتم إنجازها ضمن فترة زمنية قصيرة – وضمن ميزانيات محدودة في معظم الأحيان –، فقد بات من الضروري بالنسبة للمهندسين امتلاك القدرة على التعامل مع التقنيات الجديدة، والتمتع بمهارات رفيعة المستوى فيما يتعلق باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات. ولا شك بأننا ما نزال نسمع عن تلاشي فرص العمل التقليدية، وأنماط الوظائف التي ستنشأ مستقبلاً، والتي ستتطلب مجموعة جديدة بالكامل من المهارات. ومن هنا، سيسهم التدريب المستمر والقدرة على التكيف في ضمان مواكبة الموظفين المحتملين لهذه التطورات المتسارعة، وامتلاكهم المعرفة والمهارات والقدرة اللازمة للتعامل مع تلك التغيرات، والتوصل إلى طرق جديدة لتوفير الطاقة.
وبالمثل، يتعين على الشركات استقطاب الموظفين ممن سبق لهم دراسة أو هم على استعداد للتسجيل ونيل الشهادات المتعلقة بالاستدامة مثل شهادات الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED)، والتي تعد من أشهر برامج شهادات المباني الخضراء على مستوى العالم.
ومن ناحيتنا، فإننا في شركة ’دي سي برو للهندسة‘ نولي الصفات والمهارات الشخصية الرفيعة للموظفين المحتملين نفس الأهمية التي نوليها للمؤهلات والخبرات الوظيفية التي يتمتعون بها. إذ نسعى بشكل دائم لاستقطاب الموظفين الذين يظهرون أنماطاً متنوعة من المهارات القيادية ويتحلون بروح إيجابية تتلاءم على النحو الأمثل مع بيئة عملنا المتنوعة. ولعل الأهم من ذلك هو أننا نبحث عن الموظفين الذين لا يتحملون مسؤولية عملهم فحسب، وإنما البيئة التي يعيشون فيها أيضاً.
