حدد الصفحة

مفهوم التحول التقني وتطوره في أسواق المنطقة

مفهوم التحول التقني وتطوره في أسواق المنطقة

تواجه الشركات في منطقة الخليج العربي تحدياً لم يسبق له مثيل، ليس فقط من قبل منافسيهم بل لتلبية توقعات عملائهم، وخاصة أؤلئك الذين ينتمون إلى الشريحة الشابة من المجتمع أو ما يسمى بجيل الألفية، الذي بات بامكانهم التواصل مع العديد من مقدمي الخدمات والبضائع التي يبحثون عنها من خلال التقنيات الحديثة التي تساهم في التواصل مع قطاع الأعمال في أي وقت وأي مكان.

ولمجابهة هذه التحديات، فقد أدركت الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص في المنطقة حاجتها الماسة نحو التحول إلى اعتماد تقنيات رقمية، تساعدهم على التواصل بشكل ذكي. ومع استمرار التحديات التي تواجهها هذه المؤسسات لتطوير خدماتها والبحث عن قنوات جديدة وفعالة للتواصل مع عملائها مع دخولها العصر الرقمي، فقد ظهر بشكل جلي الاعتماد على التطبيقات الذكية على الأجهزة المتنقلة، والتي أثبتت قدرتها على جمع ما يصل لأكثر من 50 مليون مستخدم في غضون 30 يوماً.

في حين ما تزال العديد من التقنيات في طور التطور ويتم استخدامها اليوم لتلبية متطلّبات الأمن والمشاريع التجارية، إلا أن تأثيرها الفعلي على المواطنين لن يظهر إلا عندما تُتيح التحليلات لهذه التكنولوجيا أن تجتمع فعلياً وبشكل فوري مباشر، مع بعض الذكاء الصناعي الذي يقف خلفها. وعلى الوكلاء الافتراضيين أن يتطوروا باتجاه الذكاء الافتراضي مُقدّمين بيانات هائلة وتحليلات ذكية مباشرة.

وعلى سبيل المثال، حين يذهب شخص في منتصف الليل لاستخدام جهاز الصراف الآلي، فنادراً ما يقوم نظام كاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة بتصويره، ولكن إذا قام ذلك الشخص بسحب المبلغ الأقصى المسموح به من حسابه، فإن هذا سيثير الشك في أمر مريب بشأنه، ويتم بالتالي تفعيل النظام.

ومن هنا، كان لابد من القيام بتحليلات أخرى، وماذا سيكون الأمر إذا بيّنت التحليلات وجود مخالفات غير مدفوعة بحق هذا الشخص، أو بيّنت عدم سداده للقروض، أو أن له سجلّاً جنائياً؟ إذاً، ما نريده هو أن يكون النظام قادراً على إبلاغ الشرطة بالموقع المحدد لذلك الشخص، مع إمكانية تعقّبه عبر هاتفه النقال بتحديد موقعه عبر نظام تحديد الموقع الجغرافي، وتخطّي الإعدادات الخاصة بشبكة الشركة التي تقوم بتزويد الخدمة، مع القيام بتحديث تلقائي أو إنشاء سجل للتعقب، وتوثيق كل تصرف يقوم به وذلك من أجل القيام بتحليلات مستقبلية. وبذلك نرى الأثر الكبير لاجتماع كل تلك التقنيات مع بعضها.

باعتبار “أڤايا” مزوداً لحلول تفعيل التواصل بين العملاء وفرق عمل المؤسسات فإن الشركة لديها اتفاقيات تعاون واسعة تجمعها مع العديد من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في مختلف أسواق المنطقة كـ”برج خليفة” وهيئة الدفاع المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، و شركة “العثمان القابضة” إحدى أكبر المجموعات التجارية في القطاع الخاص في منطقة الخليج، و”شركة المياه الوطنية السعودية”، إضافة إلى لمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، والتي تعد أضخم جهة مقدمة للخدمات الطبية في الشرق الأوسط وأفريقيا، وشركة “فيفا الكويت” وغيرها من المؤسسات الرائدة في مجالاتها في المنطقة لتسخير الإمكانات التقنية وحلول التواصل متعددة القنوات والتي من شانها المساهمة في دعم مساعي وتوجهات حكومات المنطقة نحو بناء مدن ذكية وآمنة. ومن ناحية أخرى، فقد نجحت “أڤايا”، وبشهادة عملائها، بتطوير أنظمة للتفاعل بين الجهات الحكومية مع السكان والزوار لتعزيز التواصل مع مختلف الدوائر والقطاعات الخدمية.

وكمثال حي على واحد من أهم مساهمات “أڤايا” في المنطقة، فقد أعلنا مؤخراً عن عقد شراكة نفخر بها “برج خليفة”، حيث أصبح البرج الاطول في العالم يعمل على نظم أڤايا التقنية. فكل شيء مرتبط بالشبكات في هذا البرج، تابع لتقنيات أڤايا. هذا مجرد شيئ من الأشياء الكثيرة التي نقوم كشركة بتقديمها. ومما ساهم في إنجاح هذا المشروع كان السرعة في تطبيق التقنية المطلوبة والتي تم إنجازها في زمن قياسي. كما أن الأهم من ذلك هو أننا استطعنا الانتقال من التقنية القديمة المستعملة إلى التقنية الحديثة، دون التأثير على عمل البرج. لقد قدمنا حلولاً تقنية لبرج خليفة، وغيره من المشاريع التي عملنا عليها، وذلك التزاماً منا بالرؤية الإستراتيجية التي تنتهجها “أڤايا” بالعمل نحو تسريع هذا التحول الرقمي في المنطقة ودعمه بكافة السبل الممكنة، وذلك من خلال تقديم تقنيات تسهل الوصول إلى أعلى درجات الفعالية والكفاءة من خلال تسهيل أساليب التواصل، وابتكار شبكات تواصل مرنة.

لقد فتحت التقنيات التكنولوجية التي انتشرت بسرعة قياسية في مختلف القطاعات الإقتصادية في المنطقة آفاقاً جديدة ساهمت في خفض نسبة الأخطاء البشرية التي قد تقع خلال تنفيذ العمليات؛ والسبب الرئيسي لذلك هو أنّ الذكاء الافتراضي يُبعد العواطف عن المعادلة. وحين تكون لديك قاعدة بيانات معقدة قائمة على خبرات ودروس تعلمتها سابقاً، فإنها ستعطي أفضل نتائج ممكنة، وهناك بدون شك إمكانية كبيرة للتخلص من الخطأ البشري. تخيّل شخصاً يتفاعل مع مشكلة حرجة، وأثناءها تصل لديه مستويات التوتر إلى أعلى درجاتها، وعندها قد تصدر عن ذلك الشخص ردة فعل سريعة تجاه أي ضجة، أو حركة، أو تجاه أي شيء آخر بطريقة تمنع ظهور النتيجة المطلوبة.

والآن تخيّل السيناريو ذاته، ولكن بوجود روبوت هذه المرة؛ حيث تعمل على توجيه تحليلات فورية تعتمد على معلومات نظام مراقبة الكاميرات التلفزيونية المغلقة، والتجهيزات، والأحداث الفعلية، أو أي شيء آخر يعمل على توجيه الروبوت للتحكم بطريقة إظهار ردة الفعل تجاه حالة معينة؛ سيعطينا هذا بالطبع نتيجة أفضل بكثير. وإذا طبّقنا ذلك على مشروع تتعرض بنيته التحتية لهجوم إلكتروني، فبكل سهولة، يمكن للمرء حينها أن يتخيل طريقة انسياب العمل ضمن المشروع التجاري الآلي بعد أن يتم تحفيزه عند اكتشاف الهجوم، بما يتيح للنظام اتخاذ ما يلزم من إجراءات، إما لإعادة التوجيه، أو لعزل، أو حجر، أو حتى إيقاف ذلك الهجوم، وكذلك لإبلاغ السلطات الأمنية الحكومية لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

وببساطة فقد أسهمت التقنيات الرقمية والنقالة بإحداث تغيير جذري بكيفية إنجاز الأعمال. وسواءً كانت مؤسسةً متوسطة أو صغيرة، أو إحدى أكبر العلامات التجارية في العالم، أو ربما واحدةً من سلاسل متاجر التجزئة المحلية، وذلك بفضل شبكة الإنترنت والأجهزة النقالة وتقنيات التواصل سواء بين فرق العمل أو العملاء، فكل شركة أصبحت شركة تكنولوجية بشكل أو بآخر. التحول الرقمي بات واقعاً اليوم؛ حيث انخرطت معظم الشركات في رحلة متواصلة نحو اعتماد التقنيات الرقمية، وقد قامت العديد من هذه الشركات بإدراج التحول الرقمي وتقنيات التواصل متعددة القنوات بالفعل ضمن استراتيجياتها لتنفيذ أعمالها. وكمثال على ذلك في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا فيجب أن نسلط الضوء على بنك الإمارات دبي الوطني، بنك المشرق، بنك إكويتي في كينيا، والعديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية في جميع أنحاء المنطقة.

وفي رأيي، يجدر بنقاشنا الحالي أن يتمحور حول مدى قدرة التكنولوجيا على توفير مستويات الأمان المطلوبة للحكومات والأفراد على حد سواء. بل الذهاب إلى أبعد من ذلك بالقول: هل يمكن لنا التنبؤ بالجريمة قبل حصولها؟ بكل تأكيد، ونحن في الطريق إلى امتلاك مثل هذه الابتكارات خلال وقت قصير من الآن. وعلى سبيل المثال، تشكل عمليات الاحتيال الخاصة بأجهزة الصراف الآلي أحد أكبر مصادر القلق للمؤسسات المالية والمستخدمين على حد سواء. ولذلك يتم الآن التفكير بشكل جدّي في الآلية التي تجعلنا قادرين على منع عمليات السحب غير القانونية قبل وقوعها باستخدام “إنترنت الأشياء” والتحليل المنطقي للبيانات، أو بالطريقة التي ستمكننا من تعزيز دور كاميرات الدارات التلفزيونية المغلقة وأجهزة التواصل مع أمناء الصندوق عبر الفيديو حتى تصبح قادرة على منع الجريمة من خلال تجهيزها بأدوات أمان إضافية مثل تكنولوجيا التعرف على الوجوه، أو أنظمة مسح العين، أو بصمات الأصابع ووصلها مع قاعدة البيانات الوطنية، ومن ثم تمكين عملية الاتصال- حسب سياق مجريات الأمور- من إخطار أقرب قسم شرطة إلى جهاز الصراف الآلي الذي يتم استخدامه بطريقة غير شرعية.

اليوم، تعتبر “أڤايا” مزوداً عالمياً رائداً لحلول تفعيل التواصل بين فرق العمل والعملاء عبر أجهزة وقنوات متعددة لتوفير تجربة أفضل للعملاء، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز الأداء المالي. وتوفر خدمات وتقنيات الإتصالات الموحدة ومراكز الإتصال التي تقدمها ضمن خيارات متنوعة ومرنة تشمل أماكن العمل ونماذج انتشار الحوسبة السحابية، التي تتوافق بسهولة مع تطبيقات تحمل غير علامة “أڤايا”. وتتيح منصة تنمية المشاركة من “أڤايا” للجهات الأخرى إمكانية بناء وتخصيص تطبيقات الأعمال لتحقيق الفائدة التنافسية. وتساعد حلول الربط الشبكي التي تقدمها “أڤايا” في تبسيط وتسريع نشر تطبيقات وخدمات الأعمال الهامة.

عن المؤلف

اخر الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com