طالب سعودي يحضر برنامج تدريبي لتكولوجيا علوم الفضاء
أتيحت لعبد الله الغامدي، الطالب السعودي الذي يبلغ من العمر 22 عاماً والملتحق بجامعة ولاية آيوا سعياً للحصول على شهادة البكالوريوس في العلوم تخصص هندسة الفضاء، فرصة العمر خلال موسم الصيف الماضي، حيث تم اختياره مع ستة طلبة من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في برنامج لوكهيد مارتن للتدريب على مبادئ علوم الفضاء. وخاض عبدالله رحلة ملهمة وعميقة للتعرف على عالم الفضاء الواسع.
ومن خلال البرنامج، يجري اختيار عدد من الطلبة المتفوقين الذين يدرسون في المؤسسات التعليمية الأمريكية من خلال الجهات المسؤولة عن قطاعي الفضاء والثقافة في بلادهم، ويتم دعوتهم لزيارة منشآت لوكهيد مارتن والقيام بجولة تعريفية شاملة حول قطاع الفضاء.
واحتضن البرنامج هذا العام طلبة جامعيين من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمكسيك. ونجح المشاركون السابقون في البرنامج بمتابعة رحلة التخصص في مجال الفضاء. ويعمل فيصل باواد، أحد خريجي البرنامج من دفعة 2015، في مجال أنظمة تحديد الأوضاع والتحكم بالأقمار الصناعية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا.
وقال الغامدي، الشاب الذي نشأ على حب علوم الفضاء وحقق نجاحاً مبهراً خلال البرنامج: “أحب استكشاف آلية عمل الطائرات المحلقة في السماء والسر وراء تحركات المركبات الفضائية. ومن أهم الدروس التي تعلمتها من البرنامج هو أن استكشاف الفضاء ليس حكراً على فئة معينة من الناس، بل أن هذا المجال يرحب بجميع الجنسيات وشرائح المجتمع. وشكلت هذه التجربة دافعاً لي شجعني على استكمال مسيرتي المهنية في صناعة الفضاء بمجرد العودة إلى المملكة العربية السعودية.”
وانطلق برنامج التدريب بجلسة تعريفية حول المنصة الافتراضية، اكتسب الطلبة من خلالها معرفة عميقة حول الفضاء وذلك عبر الفصول الدراسية ومشاهدة مقاطع الفيديو واستخدام الأدوات التكنولوجية. وتمكن الطلبة من طرح أسئلتهم خلال الجلسات النقاشية الإلكترونية على الإنترنت واكتساب معلومات قيمة عن الفضاء والميكانيكا المدارية من المهندسين العاملين لدى شركة لوكهيد مارتن.
وعقب الجولة التعريفية، غادر الغامدي إلى كولورادو في جولة داخل منشآت واترتون كانيون ودير كريك، وهي المقرات الرئيسية لقسم النظم الفضائية لشركة لوكهيد مارتن. وتمكن من الالتقاء بعدد من الخبراء في مجال الفضاء، من بينهم هؤلاء الذين يشرفون على تصميم وتصنيع القمر الصناعي عرب سات، والمقرر إطلاقه من مركز كينيدي للفضاء في شهر نوفمبر عام 2017.
وأضاف الغامدي: “شاركت في مهمات فضائية حقيقية وزرت المختبر التعاوني الخاص بشركة لوكهيد مارتن وتعرفت على صناعة الفضاء في دينفر، والتي تحتضن أكثر من 400 شركة. وحظيت بفرصة مقابلة رائد الفضاء الشهير بروس مكاندلس، أول من سبح في الفضاء خارج الكوكب بالاعتماد على وحدة المناورة المأهولة في الفضاء، وجيم كروكر، المهندس السابق لدى وكالة ناسا الفضائية والذي اقترح خطة إصلاح ناجحة لتلسكوب الفضاء هابل.”
وبعد اختتام البرنامج في ولاية كولورادو، سافر المشاركون إلى العاصمة واشنطن، حيث قاموا بمشاركة ما تعلموه من البرنامج التدريبي مع موظفي شركة لوكيهيد مارتن وممثلي وكالة الإمارات للفضاء ووكالة المكسيك المتخصصة والملحقية الثقافية السعودية. وتمكن المشاركون من مقابلة أعضاء غرفة التجارة الأمريكية العربية.
وقال الغامدي: “خلال إقامتنا في واشنطن، أتيحت لي فرصة زيارة سفارة المملكة العربية السعودية ومقابلة الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود، سفير السعودية في الولايات المتحدة، الذي رحب بي بشكل لائق جداً وقدم لي الدعم وشجعني على مواصلة العمل الجاد لأتمكن من المساهمة في النهوض بالاقتصاد السعودي بعد إنهاء دراساتي الجامعية.”
وقالت نهلة الجبير، مدير مركز التطوير الوظيفي لدى SACM: “إن أفضل طريقة لبث روح الحماس في نفوس الطلبة حول مستقبلهم الوظيفي هي عبر إعطائهم تجارب تدريب عملية عن صناعة الفضاء. ومن خلال عملي مع شركة لوكهيد مارتن، تمكنا من تقديم لمحة مختصرة للمواهب الشابة توضح لهم كيف سيبدو مستقبلهم إذا ما تخصصوا في قطاع الفضاء”.
ومن خلال هذه البرامج والاستثمارات كبرنامج تدريبات مبادئ الفضاء وكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، المؤسسة التعليمية العالمية التي تقع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، تتعاون لوكهيد مارتن وبشكل مباشر مع المملكة من أجل تحقيق الرؤية السعودية 2030، ودعم مساعي التنمية البشرية وبناء خبرات وطنية في مجال الفضاء والتقنيات المتطورة وريادة الأعمال.
وقال الغامدي: “كانت تجربة تعليمية مفيدة جداً وغنية بالمعلومات، تمكنت من خلالها من تشكيل صورة متكاملة حول عالم الفضاء في مخيلتي. وأشعر بامتنان كبير للملحقية الثقافية السعودية وشركة لوكهيد مارتن لدعمهما لنا خلال البرنامج ومنح مثل هذه الفرصة الثمينة للطلبة على مستوى العالم. وأنا على يقين بأن ما مررت به خلال هذه التجربة العلمية سيشكل دعماً كبيراً لمسيرتي المهنية في المستقبل.”
وتعليقاً على البرنامج قال آلان شنودة، الرئيس التنفيذي لدى لوكهيد مارتن في المملكة العربية السعودية: “نلتزم بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لتطوير القدرات الوطنية والمساعدة في تحقيق الرؤية السعودية 2030، وذلك من خلال تمكين الجيل الجديد من محبي استكشاف عالم الفضاء. ويعكس البرنامج دعمنا الكبير للعنصر الأكثر أهمية بالنسبة للمملكة وهو الشعب. ونفخر بمشاركة الطلبة هذا العام في البرنامج ونتطلع إلى مشاركة المزيد من الطلبة المتفوقين مثل عبدالله الغامدي الذي ستكون له إسهامات ملحوظة في قطاع الفضاء بالمملكة”.
